أخبار وتقارير

سياسيون يرجعون انسحابات قيادات اصلاحية من مؤتمر الحوار إلى مخاوف وتوجسات الحزب من نتائج الحوار ومحاولة للابتزاز والمناورة

يمنات – اليمن اليوم

أفاد لـ"اليمن اليوم" قيادي بارز في المشترك بأن اجتماعاً للمجلس الأعلى للقاء المشترك يعقد خلال اليومين القادمين للوقوف أما بيان المشترك الأخير, ومدى تجاوب رئيس الجمهورية, عبد ربه منصور هادي, مع ما ورد فيه.

وكان المشترك قد أعلن في بيان عشية مؤتمر الحوار تحفظه عن قائمة رئيس الجمهورية واللوائح الداخلية المنظمة للحوار, مطالباً إياه بتعديلها.

وأوضح المصدر وهو في عضو المجلس الأعلى للمشترك- اشترط عدم ذكر اسمه- أن الاتصالات استمرت مساء أمس حتى وقت متأخر بين قيادات المشترك لتحديد موعد الاجتماع متوقعاً أن ينعقد غداً او بعد غد.

وعما يمكن الخروج به قال: نحن أصدرنا بياناً أعلنا تحفظنا, والكرة الآن في ملعب الرئيس عبد ربه منصور هادي, وفي حال لم نجد تجاوباً من هادي لما أوردناه في البيان سيكون لنا موقف.

 

وعن انسحاب رئيس حزب الإصلاح, محمد اليدومي أمس ليكون خامس إصلاحي يعلن انسحابه, أكد المصدر أن انسحاب اليدومي تحديداً هو في جزء كبير منه لدواع صحية؛ فهو عائد للتو من المملكة العربية السعودية بعد رحلة علاجية استمرت أكثر من شهر, وكان قد دخل العناية المركزة لأيام في مستشفى العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء قبل أن يقرر المستشفى نقله الى الرياض لتدهور حالته الصحية.

وأضاف: إلا أن هذا الانسحاب لا يعني خلو الانسحاب من أسباب يراها هو وحزب الإصلاح تستوجب ذلك.

 

هــــــــروب

من جهته اعتبر عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح المستقيل حديثاً, الشيخ عبد السلام البحري انسحاب اليدومي هروباً من المكاشفة, ودليلا على عدم الرغبة لدى الإصلاح في إيجاد حلول جذرية للأزمة اليمنية.

وأضاف البحري في تصريح لـ"اليمن اليوم": مبررات اليدومي في انسحابه بأنه آثر الشباب على نفسه, هي مبررات غير مقبولة, خصوصاً في مثل هذا الاستحقاق أو المنعطف حيث يتطلب العطاء للوطن, مشيراً الى أن التنازل عن مقعد الحوار للشباب ليس عطاء, وإنما هروب وخوف من المكاشفة وعدم وجود رؤية.

ونوه البحري الى أن الحوار جوهره المكاشفة وفيه سيتضح من الذي مع الوطن, ومن الذي يعمل وفق مصالح ضيقة, وأجندة خارجية.

وأشار البحري- عضو سابق في شورى الإصلاح فئة كبار الشخصيات- الى تأخر انسحاب اليدومي لليوم الثاني في مؤتمر الحوار قائلاً: قيادة الإصلاح كانت تتوقع انسحابات من كيانات أخرى, ليظهر- الإصلاح- حينها أنه الأكثر حرصاً على نجاح الحوار, وبالتالي يطالب المجتمع الدولي بمعاقبة معرقلي التسوية, ولكنه وجد تمسك بقية المكونات بالمشاركة الفاعلة ما دفعه للتقهقر والهرب. مضيفاً: أما الحرص على الشباب, فالإصلاح كان بإمكانه أن يطالب بتمثيلهم التمثيل اللائق في حينه, بل إن قوى أخرى من بينها الحوثيون هم من تصدروا مشهد المطالبة بتمثيل الشباب.

 

تنصل مبكر

وفي السياق قال النائب أحمد سيف حاشد- أحد المستقيلين من عضوية الحوار: إن حزب الإصلاح مشارك بشكل كبير في إقصاء الشباب. نافياً أن يكون انسحاب اليدومي نابعاً من استيائه لعدم التمثيل الكافي لشباب الثورة.

وأشار حاشد في تصريح لـ"اليمن اليوم" الى أن هناك توجها عاما لدى الإصلاح للانسحاب والتنصل من المسؤولية.

وأضاف: يبدو لي أن هناك توجها لدى الإصلاح بعدم الرغبة للاستمرار في الحوار, وهذا ليس استياء من عدم تمثيل هذا المكون أو ذلك بقدر ما هي توجسات أو مخاوف, بمعنى أدق من استحقاقات بفرضها مؤتمر الحوار وتكون ملزمة, ولهذا يبيت الإصلاح التنصل من هذه الاستحقاقات من خلال الانسحاب بذرائع شتى.

وذهب حاشد في القول الى أن الإصلاح استشعر- وهكذا يبدو الأمر- لاستحقاقات قد تخرج بها نتائج مؤتمر الحوار, وتأتي على حساب نفوذه, الأمر الذي جعلهم الآن يستعدون للتنصل المبكر من هذه الاستحقاقات.

وأضاف: وقد يكون لدى الإخوة في الإصلاح توقع بحصول عرقلة, لكنهم يحبون البقاء بعيداً عن الصورة.

واختتم حاشد تصريحه بالقول: "بالنسبة لتمثيل الشباب كان يفترض لمن هو حريص على مشاركتهم اتخاذ موقف في حينه, أي قبل أشهر لا في اليوم الثاني من الحوار", وزاد: "هذه مبررات غير مقبولة, لاسيما وأن الإصلاح هو من أقصى شباب الثورة".

 

من جانبه, اعتبر أستاذ علم الاجتماع السياسي والمفكر اليساري, د. حمود العودي انسحاب قيادات في حزب الإصلاح من مؤتمر الحوار ظاهرة صحية لصالح اليمن, وليست مبعث قلق كما قد يفهم البعض.

وقال العودي لـ "اليمن اليوم" الإصلاح منزعج مما قد تؤول اليه مخرجات الحوار, وهذا الانزعاج تولد لدى الإصلاح منذ انتخاب المتحدث الرسمي باسم فنية الحوار عندما صبت النتائج لصالح أمل الباشا على حساب توكل كرمان (13 مقابل 9).. لقد أحس الإصلاح أنه لم يعد قادراً على التحكم بنتائج الحوار.

وأضاف: الإصلاح لديه نصيب الأسد في قوائم مؤتمر الحوار, أكان عبر قائمته الرسمية أو من خلال لأنصاره في القوائم الأخرى, لكن هذا الحضور ليس إلا الدرجة التي تجعله صاحب الحل والعقد أثناء التصويت على قرارات الحوار حين يتطلب ذلك التصويت, الأمر الذي جعله يلجأ للمزايدة والابتزاز.

وشدد العودي في ختام تصريحه على أن انسحاب حميد الأحمر, وتوكل, ومحسن باصرة, وآخرهم اليدومي, نوع من المناورة والابتزاز, واستعطاف للشباب من خلال الظهور بمظهر الحريص على تمثيلهم.

وزاد: لا يمكن للإصلاح المزايدة باسم الشباب لاعتبارات كثيرة يعرفها, الجميع, ويكفي النظر الى قائمة الإصلاح حيث خلت من الشباب لصالح "العواجيز".

 

حركة ذكية

حسن زيد, عضو المجلس الأعلى للمشترك, أمين عام حزب الحق من جهته يرى في انسحاب اليدومي بالشكل الذي يظهر به "حركة سياسية ذكية جداً".. وقال زيد لـ"اليمن اليوم": اليدومي ليس بحاجة الى عضوية الحوار, طالما وعبد الوهاب الآنسي وبقية قيادات الإصلاح موجودة, وبالتالي فاليدومي حتى وإن انسحب لأنه موجود بوجود حزبه كتنظيم سياسي.

وبالتالي- والكلام لحسن زيد- فإن انسحاب اليدومي لا يؤثر على سير مؤتمر الحوار بقدر ما يؤثر إيجاباً على الإصلاح, باعتبار انسحابه بدأ كتقدير ورسالة للشباب في الساحة.

وعن عدم مشاركته هو شخصياً, قال حسن زيد في سياق تصريحه لـ"اليمن اليوم": لدينا مشاركون عن الحزب, لكن بالنسبة لي شخصياً لم أشارك لأن تم إقصاؤنا, وأرفض المشاركة بهذا القوام الذي تم تحديده لنا (4 للحق, و4 لاتحاد القوى, و4 للبعث).

وأضاف: كان المجلس الأعلى للمشترك قد أقر ثلاثة اجتماعات, وثلاثة محاضر إضافة 3 مقاعد لنا, ومثلها لاتحاد القوى والبعث من حساب شركائنا الإصلاح والاشتراكي والناصري, باعتبار الحصة الكلية هي للمشترك ككل, والآنسي والعتواني وياسين هم ممثلون للمشترك, وليس لأحزابهم, ولكن للأسف أبلغتنا اللجنة الفنية عندما قدمنا قوائمنا بحساب 7 مقاعد, أن أحزاب المشترك الثلاثة "الإصلاح, والناصري, الاشتراكي" قدموا قوائمهم كاملة دون خصم الثلاثة مقاعد من كل حزب.

وذهب زيد الى القول: شركاؤنا للأسف لم يلتزموا بما أقره المجلس الأعلى للمشترك في ثلاثة محاضر, وبمعنى أخر أعجبتهم نفوسهم وقرروا أن يشوهوا ملامح الثقة وتجربة التعامل بعد عدد سنوات, لقد تنكروا , ومع ذلك لم يقدموا أي تبرير لعدم التزامهم بقرارات المجلس الأعلى للمشترك رغم أنه قد تم مناقشته على مستوى هيئات الأحزاب ووافقت عليه.

وأشار زيد الى أنه شخصياً كان مع عدم المشاركة كلياً في مؤتمر الحوار باسم حزب الحق غير أن الأمانة العامة فضلت المشاركة على المقاطعة, فكان ذلك.

وقال: بالنسبة لي لم أشارك لأنه تم إقصاؤنا وتغييبنا من قبل شركائنا أولاً, ثم من قبل بن عمر, ورئيس الجمهورية.

زر الذهاب إلى الأعلى